فأنشده حماد شعرا مدحه به فقال بلال لذي الرمة كيف ترى هذا الشعر قال جيدا وليس له قال فمن يقوله قال لا أدري لا أنه لم يقله فلما قضى بلال حوائج حماد وأجازه قال له إن لي إليك حاجة قال هي مقضية قال أنت قلت ذلك الشعر قال لا قال فمن يقوله قال بعض شعراء الجاهلية وهو شعر قديم وما يرويه غيري قال فمن أين علم ذو الرمة أنه ليس من قولك قال عرف كلام أهل الجاهلية من كلام أهل الإسلام .
قال صالح وأنشد حماد الراوية بلال بن أبي بردة ذات يوم قصيده قالها ونحلها الحطيئة يمدح أبا موسى الأشعري يقول فيها .
( جَمَعْتَ من عامرٍ فيها ومن جُشَم ... ومن تَميم ومن حَاء ومن حامِ ) .
( مُسْتحقِبات رواياها جحافلَها ... يسمو بها أَشْعَرِيٌّ طَرْفَه سامي ) .
فقال له بلال قد علمت أن هذا شيء قلته أنت ونسبته إلى الحطيئة وإلا فهل كان يجوز أن يمدح الحطيئة أبا موسى بشيء لا أعرفه أنا ولا أرويه ولكن دعها تذهب في الناس وسيرها حتى تشتهر ووصله .
رأي المفضل الضبي بحماد .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال سمعت أحمد بن الحارث الخراز يقول سمعت ابن الأعرابي يقول سمعت المفضل الضبي يقول