فاستحلاه وتحفظه ثم طلب الأدب والشعر وأيام الناس ولغات العرب بعد ذلك وترك ما كان عليه فبلغ في العلم ما بلغ .
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدثني عمي الفضل عن أبيه عن جده عن حماد الراوية قال دخلت على المهدي فقال أنشدني أحسن أبيات قيلت في السكر ولك عشرة آلاف درهم وخلعتان من كسوة الشتاء والصيف فأنشدته قول الأخطل .
( تَرَى الزُّجاجَ ولم يُطْمَث يُطيف به ... كأنه من دم الأجواف مُختضَبُ ) .
( حتى إذا افتَضّ ماءُ المُزن عُذرَتَها ... راحَ الزجاجُ وفي ألوانه صَهَب ) .
( تَنْزو إذا شجّها بالماء مازجُها ... نَزْوَ الجنادب في رَمْضاءَ تلتهب ) .
( راحوا وهم يحسَبون الأرض في فُلُك ... إن صُرِّعوا وقَت الراحاتُ والرُّكَب ) .
فقال لي أحسنت وأمر لي بما شرطه ووعدني به فأخذته .
مدح بلال بن أبي بردة .
حدثني اليزيدي قال حدثني عمي عبيد الله قال حدثني سليمان بن أبي شيخ قال حدثني صالح بن سليمان قال قدم حماد الراوية على بلال بن أبي بردة البصرة وعند بلال ذو الرمة