فاندفعت فأنشدته إياه حتى انتهيت إلى قوله .
( وتقول بَوْزَعُ قد دَبَبْتَ على العصا ... هلاّ هَزِئتِ بغيرنا يا بوْزعُ ) .
قال حماد فقال لي جعفر أعد هذا البيت فأعدته فقال بوزع أي شيء هو فقلت اسم امرأة فقال أمرأة اسمها بوزع هو بريء من الله ورسوله ونفي من العباس بن عبد المطلب إن كانت بوزع إلا غولا من الغيلان تركتني والله يا هذا لا أنام الليلة من فزع بوزع يا غلمان قفاه فصفعت والله حتى لم أدر أين أنا ثم قال جروا برجله فجروا برجلي حتى أخرجت من بين يديه مسحوبا فتخرق السواد وانكسر جفن السيف ولقيت شرا عظيما مما جرى علي وكان أغلظ من ذلك كله واشد بلاء إغرامي ثمن السواد وجفن السيف فلما انصرفت أتاني مطيع يتوجع لي فقلت له ألم أخبرك أني لا أصيب منهم خيرا وأن حظي قد مضى مع بني أمية .
حدثني جعفر بن قدامة قال حدثني أحمد بن أبي طاهر قال بلغني أن رجلا تحدث في مجلس حماد الراوية فقال بلغني أن المأبون له رحم كرحم المرأة قال وكان الرجل يرمى بهذا الداء فقال حماد لغلامه اكتب هذا الخبر عن الشيخ فإن خير العلم ما حمل عن أهله .
قال وكتب حماد الراوية إلى بعض الأشراف الرؤساء قال .
( إن لي حاجةً فرأيَك فيها ... لك نفسي فِدًى من الأوصابِ ) .
( وهي ليست مما يبلِّغها غيري ... ولا يستطيعها في كتاب ) .
( غيرَ أنّي أقولها حين ألقاك ... رُوَيْداً أُسِرُّها في حجاب ) .
فكتب إليه الرجل اكتب إلي بحاجتك ولا تشهرني بشعرك فكتب إليه حماد