( إذا نازع القومَ الأحاديث لم يكن ... عيِيَّا ولا ثِقْلا على من يقاعد ) .
( صبورٌ على العِلاّت يُصبح بطنُه ... خَميصاً وآتِيه على الزاد حامد ) .
( وضعنا الفتى كلّ الفتى في حَفِيرة ... بحُرِّين قد راحتْ عليه العوائد ) .
( صريعاً كنصل السيف تضرِبُ جلوه ... ترائبَهنّ المُعْوِلاتُ الفواقد ) .
قال فبكى أبو جعفر حتى أخضل لحيته ثم قال هكذا كان أخي أبو العباس Bه .
أخبرني الحسين بن يحيى المرداسي قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال كان جعفر بن أبي جعفر المنصور المعروف بابن الكردية يستخف مطيع بن إياس ويحبه وكان منقطعا إليه وله معه منزلة حسنة فذكر له حمادا الراوية وكان صديقه وكان مطرحا مجفوا في أيامهم فقال ائتنا به لنراه .
فأتى مطيع حمادا فأخبره بذلك وأمره بالمسير معه إليه فقال له حماد دعني فإن دولتي كانت مع بني أمية ومالي عند هؤلاء خير فأبى مطيع إلا الذهاب إليه فاستعار حماد سوادا وسيفا ثم أتاه ثم مضى به مطيع إلى جعفر .
فلما دخل عليه سلم عليه سلاما حسنا وأثنى عليه وذكر فضله فرد عليه وأمره بالجلوس فجلس فقال جعفر انشدني فقال لمن أيها الأمير ألشاعر بعينه أم لمن حضر قال بل أنشدني لجرير قال حماد فسلخ والله شعر جرير كله من قلبي إلا قوله .
( بان الخليطُ برامتيْن فودَّعوا ... أو كلَّما اعتزموا لبَيْن تجزَعُ )