قدرك ولا سنك ولكن هذا الغلام طرحني على مثل الطياجن من حرارة غنائه فسألت عن الغلام فإذا هو ابن عائشة .
طلبه المنصور فجاءه وأنشده شعرا .
حدثني الحسن بن محمد المادراني الكاتب قال حدثني الرياشي عن العتبي وأخبرني به هاشم بن محمد عن الرياشي وليس خبره بتمام هذا قال طلب المنصور حمادا الراوية فطلب ببغداد فلم يوجد وسئل عنه إخوانه فعرفوا من سألهم عنه أنه بالبصرة فوجهوا إليه برسول يشخصه .
قال الرسول فوجدته في حانة وهو عريان يشرب نبيذا من إجانة وعلى سوأته رأس دستجة فقلت أجب أمير المؤمنين .
فما رأيت رسالة أرفع ولا حالة أوضع من تلك فأجاب فأشخصته إليه فلما مثل بين يديه قال له أنشدني شعر هفان بن همام بن نضلة يرثي أباه فأنشده .
( خليليّ عُوجا إنها حاجةٌ لنا ... على قبر همّامٍ سقتْه الرواعدُ ) .
( على قبر منْ يُرجى نداه ويُبتغى ... جداه إذا لم يحمد الأرض رائد ) .
( كريم الثَّنا حلو الشمائل بينه ... وبين المزجَّى نفْنفٌ متباعد )