( وإذا سألتَ المجدُ أين محلُّه ... فالمجدُ بين محمد وسعيدِ ) .
( بين الأغرِّ وبين قيس باذخٌ ... بَخْ بَخْ لوالِده وللمولودِ ) .
والله لا تبخبخ بعدها أبدا أو لست القائل .
( وأصابني قومٌ وكنتُ أصيبهم ... فاليوم أصبِر للزمان وأعرف ) .
كذبت والله ما كنت صبورا ولا عروفا ثم قلت بعده .
( وإذا تُصبْك من الحوادث نكبةٌ ... فاصبرْ فكل غَيَابة ستكشَّف ) .
أما والله لتكونن نكبة لا تنكشف غيابتها عنك أبدا يا حرسي اضرب عنقه فضرب عنقه .
وذكر مؤرج السدوسي أن الأعشى كان شديد التحريض على الحجاج في تلك الحروب فجال أهل العراق جولة ثم عادوا فنزل عن سرجه ونزعه عن فرسه ونزع درعه فوضعها فوق السرج ثم جلس عليها فأحدث والناس يرونه ثم أقبل عليهم فقال لهم لعلكم أنكرتم ما صنعت قالوا أو ليس هذا موضع نكير قال لا كلكم قد سلح في سرجه ودرعه خوفا وفرقا ولكنكم سترتموه وأظهرته فحمي القوم وقاتلوا أشد قتال يومهم إلى الليل وشاعت فيهم الجراح والقتلى وانهزم أهل الشأم يومئذ ثم عاودوهم من غد وقد نكأتهم الحرب وجاء مدد من أهل الشأم فباكروهم القتال وهم مستريحون فكانت الهزيمة وقتل ابن الأشعث .
وقد حكيت هذه الحكاية عن أبي كلدة اليشكري أنه فعلها في هذه الوقعة وذكر ذلك أبو عمرو الشيباني في أخبار أبي كلدة وقد ذكر ما حكاه مع أخباره في موضعه من هذا الكتاب