( على شُقْر البغال فَصِدْن قلبي ... بحسن الدَّلّ والحَدَقِ المِلاح ) .
( فقلتُ مَنِ الظباءُ فقلن سِرْبٌ ... بدا لك من ظِباء بَنِي رِياح ) .
فقالت لا والله ما هكذا قال وأعادت الأبيات فقال له خالد أما إنها لولا أنها قد ولدت مني لوهتبها لك ولكني أفتدي جنايتها بمثل ثمنها فدفعه إليه وقال له أقسمت عليك يا أبا المصبح ألا تعيد في هذا المعنى شيئا بعد ما فرط منك .
وذكر هذا الخبر العنزي في روايته التي قدمت ذكرها ولم يأت به على هذا الشرح .
وقال هو وابن النطاح جميعا وكان خالد يقول للأعشى في بعض ما يمنيه إياه ويعده به إن وليت عملا كان لك ما دون الناس جميعا فمتى استعملت فخذ خاتمي واقض في أمور الناس كيف شئت .
قال فاستعمل خالد على أصبهان وصار معه الأعشى فلما وصل إلى عمله جفاه وتناساه ففارقه الأعشى ورجع إلى الكوفة وقال فيه .
( تُمنِّيني إمارتَها تَميم ... وما أمِّي بأُمّ بني تَميمَ ) .
( وكان أبو سليمانِ أخاً لي ... ولكنّ الشِّراكَ من الأديم ) .
( أتينا أصبهانَ فهزّلَتنا ... وكنّا قبلَ ذلك في نعيم ) .
( أتذكرنا ومُرّةَ إذ غزونا ... وأنتَ على بُغَيْلك ذي الوُشُوم ) .
( ويركَب رأسَه في كل وَحْل ... ويعثُر في الطريق المستقيم ) .
( وليس عليك إلا طَيْلَسانٌ ... نَصِيبىٌّ وإلاّ سَحْقُ نِيم ) .
( فقد أصبحتَ في خَزّ وقَزّ ... تَبَخْتر ما تَرى لك من حميم )