دحمان والفضل بن يحيى .
أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أحمد بن عبد الرحمن عن أبي عثمان البصري قال قال دحمان دخلت على الفضل بن يحيى ذات يوم فلما جلسنا قام وأومأ إلي فقمت فأخذ بيدي ومضى بي إلى منظرة له على الطريق ودعا بالطعام فأكلنا ثم صرنا إلى الشراب فبينا نحن كذلك إذ مرت بنا جارية سوداء حجازية تغني .
( اهْجُريني أو صلِيني ... كيفما شئتِ فكوني ) .
( أنتِ والله تحبّيني ... وإن لم تُخبريني ) .
فطرب وقال أحسنت ادخلي فدخلت فأمر بطعام فقدم إليها فأكلت وسقاها أقداحا وسألها عن مواليها فأخبرته فبعث فاشتراها فوجدها من أحسن الناس غناء وأطيبهم صوتا وأملحهم طبعا فغلبتني عليه مدة وتناساني فكتبت إليه .
( أخرجتِ السَّوداء ما كان في ... قلبك لي من شدّة الحُبِّ ) .
( فإن يدُم ذا منك لا دام لي ... متُّ من الإعراض والكَرْب ) .
قال فلما قرأ الرقعة ضحك وبعث فدعاني ووصلني وعاد إلى ما كان عليه من الأنس .
قال مؤلف هذا الكتاب هكذا أخبرنا ابن المرزبان بهذا الخبر وأظنه غلطا لأن دحمان لم يدرك خلافة الرشيد وإنما أدركها ابناه زبير وعبد الله