فإذا هو وعطرد قد اجتمعا على قدر يطبخانها وإذا السماء تبغش فأذكرتهما الموعد فقالا أما ترى يومنا هذا ما أطيبه اجلس حتى نأكل من هذه القدر ونصيب شيئا ونستمتع من هذا اليوم فقال ما كنت لأفعل مع ما تقدم الأمير به إلي فقالا لي كأنا بالأمير قد انحل عزمه وأخذك المطر إلى أن تبلغ ثم ترجع إلينا مبتلا فتقرع الباب وتعود إلى ما سألناك حينئذ .
قال فلم ألتفت إلى قولهما ومضيت وإذا جعفر مشرف من قصره والمضارب تضرب والقدور تنصب فلما كنت بحيث يسمع تغنيت .
( واستصحبَ الأصحابَ حتى إذا وَنَوْا ... وملُّوا من الإدْلاَج جئتكُم وَحْدِي ) .
قال وما ذاك فأخبرته فقال يا غلام هات مائتي دينار أو أربعمائة دينار الشك من إسحاق الموصلي فانثرها في حجر الربعي اذهب الآن فلا تحل لها عقدة حتى تريهما إياها فقلت وما في يدي من ذلك يأتيانك غدا فتلحقهما بي قال ما كنت لأفعل قلت فلا أمضي حتى تحلف لي أنك لا تفعل فحلف فمضيت إليهما فقرعت الباب فصاحا وقالا ألم نقل لك إن هذه تكون حالك فقلت كلا فأريتهما الدنانير فقالا إن الأمير لحي كريم ونأتيه غدا فنعتذر إليه فيدعوه كرمه إلى أن يلحقنا بك فقلت كذبتكما أنفسكما والله إني قد أحكمت الأمر ووكدت عليه الإيمان ألا يفعل فقالا لا وصلتك رحم .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن منصور بن أبي مزاحم قال أخبرني عبد العزيز بن الماجشون قال صلينا يوما الصبح بالمدينة فقال قوم قد سال العقيق فخرجنا من المسجد مبادرين إلى العقيق فانتهينا إلى العرصة فإذا من وراء الوادي قبالتنا