البيتان وجدتهما على بساط طبري أصبهبذي أهدي إلي من طبرستان فأحب أن تغنيني فيهما فقرأتهما فإذا هما .
( لَجَّ بالعين واكفُ ... مِن هَوًى لا يُساعِفُ ) .
( كُلّما كفَّ غَرْبُها ... هَيّجتْه المعازِفُ ) .
قال فغنيت فيهما وغدوت بهما إليه فأعجب بالصوت ووصلني بصلة سنية وكان يشتهيه ويقترحه وطرحته على جميع جواريه وشاع خبر إعجابه به .
فبينا المعتصم يوما جالس يعرض عليه فرش الربيع إذ مر بساط ديباج في نهاية الحسن عليه هذان البيتان ومعهما .
( إنما الموتُ أن تفارقَ ... مَنْ أنت آلِفُ ) .
( لك حُبَّانِ في الفؤاد ... تَلِيدٌ وطارِفُ ) .
فأمر بالبساط فحمل إلى عبد الله بن طاهر وقال للرسول قل له إني قد عرفت شغفك بالغناء في هذا الشعر فلما وقع هذا البساط أحببت أن أتم سرورك به .
فشكر عبد الله ما تأذى إليه من هذه الرسالة وأعظم مقداره وقال لي والله يا أبا محمد لسروري بتمام الشعر أشد من سروري بكل شيء فألحقهما في الغناء بالبيتين الأولين فألحقتهما