معيشتك ما بقيت فقالت اكتب لي مكاتبة واكتب حاجتك في آخرها ففعل ذلك فأخذتها ومضت بها إلى باب كلثم فاستأذنت فخرجت إليها أمة لها فسألتها عن أمرها فقالت مكاتبة لبعض أهل مولاتك جئت أستعينها في مكاتبتي وحادثتها وناشدتها حتى ملأت قلبها فدخلت إلى كلثم وقالت إن بالباب مكاتبة لم أر قط أجمل منها ولا أكمل ولا آدب فقالت ائذني لها فدخلت فقالت من كاتبك قالت عمر بن أبي ربيعة الفاسق فاقرئي مكاتبتي فمدت يدها لتأخذها فقالت لها لي عليك عهد الله أن تقرئيها فإن كان منك إلى شيء مما أحبه وإلا لم يلحقني منك مكروه فعاهدتها وفطنت وأعطتها الكتاب فإذا أوله .
( من عاشقٍ صَبٍّ يُسِرُّ الهوى ... قد شَفَّه الوجدُ إلى كَلْثَمِ ) .
( رأتكِ عَيْنِي فدعاني الهوى ... إليكِ للحَيْن ولم أعْلَمِ ) .
( قَتَلِتَنا يا حبَّذا أنتُم ... في غيرِ ما جُرْمٍ ولا مَأْثَمِ ) .
( واللهُ قد أنْزَلَ في وَحْيِه ... مُبَيناً في آيِهِ المُحْكَمِ ) .
( مَنْ يَقْتُلِ النفسَ كذا ظالماً ... ولم يُقِدْها نفسَه يَظْلمِ ) .
( وأنتِ ثأْرِي فَتَلافَي دَمِي ... ثم اجعلِيه نعمةً تُنْعِمِي ) .
( وحَكِّمي عَدْلاً يكُنْ بينَنا ... أو أنتِ فيما بينَنا فاحْكُمِي ) .
( وجالِسينِي مَجْلِساً واحداً ... من غيرِ ما عارٍ ولا محْرَم ) .
( وخبِّريني ما الذي عندكم ... باللهِ في قتلٍ امرئٍ مُسْلِمِ )