لي دير فقصدته وقد تعبت فأشرفت على صاحبه فقال هل لك في النزول بنا اليوم فقلت أي والله وإني إلى ذلك لمحتاج فنزل ففتح لي الباب وجلس يحدثني وكان شيخا كبيرا وقد أدرك دولة بني أمية فجعل يحدثني عمن نزل به من القوم ومواليهم وجيوشهم وعرض علي الطعام فأجبته فقدم إلي طعاما من طعام الديارات نظيفا طيبا فأكلت منه وأتاني بشراب وريحان طري فشربت منه ووكل بي جارية تخدمني راهبة لم أر أحسن وجها منها ولم أشكل فشربت حتى سكرت ونمت وانتبهت عشاء فقلت في ذلك .
صوت .
( بدَيرْ القائِم الأقصَى ... غزالٌ شادِنٌ أَحْوَى ) .
( بَرَى حُبِّي له جِسْمِي ... ولا يَعْلَمُ ما ألقَى ) .
( وأكتُمُ حبَّه جُهدِي ... ولا واللهِ ما يَخْفَى ) .
وركبت فلحقت بالمعسكر والرشيد قد جلس للشرب وطلبني فلم أوجد .
وأخبرت بذلك فغنيت في الأبيات ودخلت إليه فقال لي أين كنت ويحك فأخبرته بالخبر وغنيته الصوت فطرب وشرب عليه حتى سكر وأخر الرحيل في غد ومضينا إلى الدير ونزله فرأى الشيخ واستنطقه ورأى الجارية التي كانت تخدمني بالأمس فدعا بطعام خفيف فأصاب منه ودعا بالشراب وأمر الجارية التي كانت بالأمس تخدمني أن