الكرامة ثم سأله هل أكل فقال نعم فأمر أن يسقى فلما شرب أقداحا قال هاتوا لأبي محمد عودا فجيء به فاندفع يغني بصوت الشعر فيه والغناء له .
صوت .
( ما علّةُ الشيخ عيناه بأربعةٍ ... تَغْرَوْرِقان بدَمع ثم تَنْسكِبُ ) .
قال أبو عبد الله فوالله ما بقي غلام من الغلمان الوقوف على الحير إلا وجدته يرقص طربا وهو لا يعلم بما يفعل فأمر له بمائة ألف درهم .
ثم قال لي المتوكل يابن حمدون أتحسن أن تغنيني هذا الصوت فقلت نعم قال غنه فترنمت به فقال إسحاق من هذا الذي يحكيني فقال هذا ابن صديقك حمدون فقال وددت أنه يحسن أن يحكيني فقلت له أنت عرضتني له يا أمير المؤمنين .
ثم انحدر المتوكل إلى رقة بوصرا وكان يستطيبها لكثرة تغريد الأطيار بها فغنى إسحاق .
صوت .
( أأن هتَفتْ وَرْقاءُ في رَوْنق الضُّحَى ... على غُصُنٍ غَضِّ الشباب من الرَّنْدِ ) .
( بكيتَ كما يبكي الحزين صبابةً ... وشوقا وتابعتَ الحَنِينَ إلى نجد ) .
فضحك المتوكل وقال له يا إسحاق هذه أخت فعلتك بالواثق لما