به ففعل ذلك وشرب حتى استوفى النبيذ والأصوات .
ثم قال لي يا أبا محمد إني قد علمته في منصرفي من عند أمير المؤمنين أبياتا فاسمعها فقلت هاتها أعز الله الأمير فأنشدني .
صوت .
( ألاَ مَنْ لقلبٍ مُسْلَمٍ للنوائبِ ... أحاطت به الأحزانُ من كلّ جانبِ ) .
( تَبَيْن يومَ البين أنّ اعتزامه ... على الصبر من بعض الظنون الكواذب ) .
صوت .
( حرامٌ على رامي فؤادِي بسهمه ... دمٌ صبّه بين الحَشَى والترائبِ ) .
( أراق دماً لولا الهوى ما أراقه ... فهل بدَمِي من ثائرٍ أو مُطالِب ) .
قال فقلت له ما سمعت أحسن من هذا الشعر قط فقال لي فاصنع فيه فصنعت فيه لحنا وأحضرني وصيفة له فألقيته عليها حتى أخذته وقال إنما أردت أن أتسلى به في طريقي وتذكرني به الجارية أمرك إذا غنته .
فكان كلما ذكر أتاني بره إلى أن قدم عدة دفعات .
لم أجد لإسحاق صنعة في هذا الشعر والذي وجدت فيه لعبد الله بن طاهر خفيف رمل ذكره ابنه عبيد الله عنه .
ولمخارق لحن من الرمل .
ولعمرو بن بانة هزج بالوسطى .
ولمخارق والطاهرية خفيف ثقيل .
حدثني جحظة قال حدثني أبو عبد الله محمد بن حمدون قال .
سأل المتوكل عن إسحاق الموصلي فعرف أنه قد كف وأنه في منزله ببغداد فكتب في إحضاره .
فلما دخل عليه رفعه حتى أجلسه قدام السرير وأعطاه مخدة وقال له بلغني أن المعتصم دفع إليك مخدة في أول يوم جلست بين يديه وهو خليفة وقال إنه لا يستجلب ما عند حر بمثل