( فيا ليتَ شِعْرِي هل تقولين بعدنا ... إذا نحن أزْمَعنا غداً لرَحيلِ ) .
( ألا ليت أياماً مَضَيْنَ رواجعٌ ... وليت النَّوَى قد ساعدتْ بجميلِ ) .
فقال شداد أحسنت والله وإن هذا الشعر لضائع فقلت وكيف ذلك قال نفيته على نفسك بتسميتك جميلا فيه ولم يلحق بجميل فضاع بينكما جميعا .
إسحاق بن إبراهيم وإسحاق المصعبي .
حدثني جحظة قال حدثني علي بن يحيى المنجم قال حدثني إسحاق الموصلي قال .
دعاني إسحاق بن إبراهيم المصعبي وكان عبد الله بن طاهر عنده يومئذ فوجه إلي فخضرت وحضر علويه ومخارق وغيرهما من المغنين فبينا هم على شرابهم وهم أسر ما كانوا إذ وافاه رسول أمير المؤمنين فقال أجب فقال السمع والطاعة ودعا بثيابه فلبسها .
ثم التفت إلى محمد بن راشد الخناق فقال لله قد بلغني أنك أحفظ الناس لما يدور في المجالس فاحفظ لي كل صوت يمر وما يشربه كل إنسان حتى إذا عدت أعدت علي الأصوات وشربت ما فاتني فقال نعم أصلح الله الأمير .
ومضى إلى المأمون فأمره بالشخوص إلى بابك من غد وتقدم إليه فيما يحتاج إليه ورجع من عنده .
فلما دخل ووضع ثيابه قال يا محمد ما صنعت فيما تقدمت به إليك قال قد أحكمته أعزك الله ثم أخبره بما شرب القوم وما استحسنوه من الغناء بعده فأمر أن يجمع له أكثر ما شربه واحد منهم في فدح وأن يعاد عليه صوت صوت مما حفظه له حتى يستوفى ما فاته القوم