أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد عن أبيه قال .
كان علي بن هشام قد دعاني ودعا عبد الله بن محمد بن أبي عيينة فتأخرت عنه حتى اصطبحنا شديدا وتشاغلت عنه برجل من الأعراب كان يجيئني فأكتب عنه وكان فصيحا وكان عند علي بن هشام بعض ما يعاديني فسألوا ابن أبي عيينة أن يعاتبني بشعر ينسبني فيه إلى الخلف فكتب إلي .
( يا مَلِيَّا بالوعد والخُلْف والمطل بَطيئاً عن دعوة الأصحابِ ) .
( لَهِجاً بالأعراب إنّ لدينا ... بعضَ ما تشتهي من الأعراب ) .
( قد عَرَفنا الذي شُغِلت به عنّا ... وإن كان غيرَ ما في الكتاب ) .
قال فكتبت إلى الذي حمل ابن أبي عيينة على هذه الأبيات قال حماد وأظنه إبراهيم بن المهدي .
( قد فَهمتُ الكتابَ أصلحك اللّهُ وعندي عليه رَدُّ الجوابِ ) .
( ولعَمْري ما تُنصفون ولا كان ... الذي جاء منكُم في حسابي ) .
( لستُ آتِيك فاعملنَّ ولا لي ... فيك حظٌّ من بعدِ هذا الكتاب ) .
قال حماد قال أبي وكتبت إلى علي بن هشام وقد اعتللت أياما فلم يأتني رسوله .
( أنا عليلٌ منذُ فارقتَني ... وأنت عمّن غاب لا تسألُ ) .
( ما هكذا كنتَ ولا هكذا ... فيما مضى كنتَ بنا تفعلُ ) .
فلما وصلت إليه رقعتي ركب إلي وجاءني عائدا .
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد قال