فقبلت يده فضحك وقال قد أذنت لك بعد ثلاثة أيام فامض راشدا وأمر لي بمائة ألف درهم .
لحن إسحاق هذا من الثقيل الأول .
جعفر بن يحيى البرمكي وعبد الملك بن صالح الهاشمي .
أخبرني يحيى بن علي قال حدثني أبي عن إسحاق قال .
لم أر قط مثل جعفر بن يحيى كانت له فتوة وظرف وأدب وحسن غناء وضرب بالطبل وكان يأخذ بأجزل حظ من كل فن من الأدب والفتوة .
فحضرت باب أمير المؤمنين الرشيد فقيل لي إنه نائم فانصرفت فلقيني جعفر بن يحيى فقال لي ما الخبر فقلت أمير المؤمنين نائم فقال قف مكانك ومضى إلى دار أمير المؤمنين فخرج إليه الحاجب فأعلمه أنه نائم فخرج إلي وقال لي قد نام أمير المؤمنين فسر بنا إلى المنزل حتى نخلو جميعا بقية يومنا وتغنيني وأغنيك ونأخذ في شأننا من وقتنا هذا قلت نعم فصرنا إلى منزله فطرحنا ثيابنا ودعا بالطعام فطعمنا وأمر بإخراج الجواري وقال لتبرزن فليس عندنا من تحتشمن منه .
فلما وضع الشراب دعا بقميص حرير فلبسه ودعا بخلوق فتخلق به ثم دعا لي بمثل ذلك وجعل يغنيني وأغنيه ثم دعا بالحاجب فتقدم إليه وأمره بألا يأذن لأحد من الناس كلهم وإن جاء رسول أمير المؤمنين أعلمه أنه مشغول واحتاط في ذلك وتقدم فيه إلى جميع الحجاب والخدم ثم قال إن جاء عبد الملك فأذنوا له يعني رجلا كان يأنس به ويمازحه ويحضر خلواته ثم أخذنا في شأننا فوالله إني لعلى حالة سارة عجيبة إذ رفع الستر وإذا عبد الملك بن صالح الهاشمي قد أقبل وغلط الحاجب ولم يفرق بينه وبين الذي يأنس به جعفر بن يحيى .
وكان عبد الملك بن صالح الهاشمي من جلالة القدر والتقشف وفي الامتناع من منادمة أمير المؤمنين على أمر جليل وكان