فوثبت فدنوت منه فقال لي كيف ترى سفينتي فقلت حسنة يا أمير المؤمنين عمرها الله ببقائك .
فقام يريد الخلاء وقال لي قل فيها أبياتا فقلت وخرج فقمت في الأبيات فاشتهاها جدا وقال لي أحسنت يا إسحاق وحياتك لأهبن لك عشرة آلاف دينار قلت متى يا أمير المؤمنين إذا وسع الله عليك فضحك ودعا بها على المكان .
ولم يذكر يحيى في خبره الأبيات .
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
غنيت الواثق في شعر قلته وأنا عنده بسر من رأى وقد طال مقامي واشتقت إلى أهلي وهو .
صوت .
( يا حَبّذا ريحُ الجَنوبِ إذا بدتْ ... في الصبح وهي ضعيفةُ الأنفاسِ ) .
( قد حُمِّلتْ بردَ النَّدَى وتَحمّلَتْ ... عَبَقاً من الجَثْجَاثِ والبَسْبَاسِ ) .
فشرب عليه واستحسنه وقال لي يا أبا محمد لو قلت مكان يا حبذا ريح الجنوب يا حبذا ريح الشمال ألم يكن أرق وأعذى وأصح للأجساد وأقل وخامة وأطيب للأنفس فقلت ما ذهب علي ما قاله أمير المؤمنين ولكن التفسير فيما بعد فقال قل فقلت .
( ماذا تَهِيج من الصَّبَابة والهوى ... للصَّبِّ بعد ذهوله والياسِ ) .
فقال الواثق إنما استطبت ما تجيء به الجنوب من نسيم أهل بغداد لا الجنوب وإليهم اشتقت لا إليها فقلت أجل يا أمير المؤمنين وقمت