أخبرنا محمد بن مزيد والحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه وأخبرنا يحيى بن علي عن أبيه عن إسحاق قال .
أقام المأمون بعد قدومه عشرين شهرا لا يسمع حرفا من الأغاني فكان أول من تغنى بحضرته أبو عيسى بن الرشيد ثم واظب على السماع متسترا متشبها في أول أمره بالرشيد فأقام كذلك أربع حجج ثم ظهر إلى الندماء والمغنين .
وكان حين أحب السماع سأل عني فجرحت بحضرته وقال الطاعن علي ما يقول أمير المؤمنين في رجل يتيه على الخلافة قال المأمون ما أبقى هذا من التيه شيئا إلا استعمله .
فأمسك عن ذكري وجفاني من كان يصلني لسوء رأيه الذي ظهر في فأضر ذلك بي حتى جاءني علويه يوما فقال لي أتأذن لي في ذكرك فإنا قد دعينا اليوم فقلت لا ولكن غنه بهذا الشعر فإنه سيبعثه على أن يسألك لمن هذا فإذا سألك انفتح لك ما تريد وكان الجواب أسهل عليك من الابتداء فقال هات فألقيت عليه لحني في شعري .
صوت .
( يا سَرْحةَ الماءِ قد سُدَّتْ مواردُه ... أمَا إليكَ طريقٌ غيرُ مسدودِ ) .
( لحائمٍ حامَ حتّى لا حِيامَ له ... مُحَّلأٍ عن طريق الماء مطرودِ ) .
الغناء لإسحاق رمل بالوسطى عنه وعن عمرو قال فمضى علويه فلما استقر به المجلس غناه بالشعر الذي أمرته فما عدا المأمون أن يسمع الغناء حتى قال ويحك يا علويه لمن هذا قال يا سيدي لعبد من عبيدك جفوته واطرحته من غير جرم فقال أإسحاق تعني قال نعم