تضع مقداره أن تجعله مضموما إلى إبراهيم ابن أخي سلمة قال لا والله ما فعلت هذا قال إنه قد جاءني يبكي ويحلف إن جرى عليه هذا تاب من الغناء وتركه جملة ثم لو قتل لم يعد إليه فقال ويحك والله ما جرى من هذا شيء إلا أن إبراهيم ابن أخي سلمة جاء فقال تشرفني أن تجعل نوبتي مع نوبة إسحاق ووصولي مع وصوله ففعلت فقل له يجيء متى شاء وينفرد عنه ولا يجيء معه ولا كرامة فأخبرني فرجعت .
فلما كانت نوبتي جاء إبراهيم إلي ففعل مثل فعله فقلت لغلامي اخرج إليه فقل له ولا كرامة لك يا زاني يابن الزانية لا أجيء معك ولا أدعك تجيء معي أيضا وشتمه أقبح شتم فخرج الغلام فأدى إليه الرسالة فعلم أن هذا لم يتجرأ عليه إلا بعد توثق فخجل فقال له قل له ومن أكرهك على هذا إنما أحببت أن نصطحب ونتأنس في طريقنا فإن كرهت هذا فلا تفعله وانصرف ولم يعاودني بعدها .
أخبرني يحيى بن علي قال حدثنا أبو أيوب المديني عن ابن المكي عن أبيه قال .
كان إسحاق إذا غنى هذا الصوت يأخذ بلحيته ويبكي .
( إذا المرءُ قاسى الدهرَ وابيضّ رأسُه ... وثُلِّم تثليمَ الإِناء جوانبُهْ ) .
( فَللْموتُ خيرٌ من حياةٍ خَسيسةٍ ... تُباعده طوراً وطوراً تُقاربه ) .
الشعر لزبان بن سيار الفزاري حدثني بذلك الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير بن بكار عن عمه .
والغناء لإسحاق رمل بالوسطى