فليس يجوز أن نتركه فاسدا إذا كان فيه فساد وإن كان صحيحا قال فيه ما عنده فأمر بالكتاب بحمله فحمل وأحضر فأظهر الرضا عنه ولزمه أياما ثم أحلفه ليصدقن عما يمر في مجلسه فحلف له .
ثم غنى الواثق أصواتا يسأله عنها أجمع فيخبر فيها بما عنده ثم غنته فريدة هذا الصوت وسأله الواثق عنه فرضيه واستجاده وقال له ليس على هذا سمعته في المرة الأولى وأبان عن المواضع الفاسدة وأخبر بإفساد مخارق إياها فسكن غضبه ووصل إسحاق وتنكر لمخارق مدة .
إسحاق والواثق وقصة الغناء والألحان .
أخبرنا يحيى بن علي قال حدثنا أبو أيوب المديني قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مالك قال حدثني إسحاق الموصلي .
أنه دخل على إسحاق بن إبراهيم الطاهري وقد كان تكلم له في حاجة فقضيت فقال له أعطاك الله أيها الأمير ما لم تحط به أمنية ولا تبلغه رغبة .
قال فاشتهى هذا الكلام واستعاده مني فأعدته .
ثم مكثنا ما شاء الله وأرسل الواثق إلى محمد بن إبراهيم يأمره بإخراجي إليه في الصوت الذي أمرني به بأن أغني فيه وهو .
( لقد بَخِلتْ حتّى لَوَ أنِّي سألتُها ... ) .
فغنيته إياه فأمر لي بمائة ألف درهم .
فخرجت وأقمت ما شاء الله ليس أحد من مغنيهم يقدر أن يأخذ هذا الغناء مني .
فلما طال مقامي قلت له يا أمير المؤمنين ليس أحد من هؤلاء المغنين يقدر أن يأخذ هذا الصوت مني فقال لي ولم ويحك فقلت لأني لا أصححه ولا تسخو نفسي