( لقد بخِلتْ حتى لَوَ انّي سألتُها ... ) .
وأضاف إليه شيئا آخر وليس من ذلك الشعر وهو .
( فإن بخِلتْ فالبخل منها سجيّةٌ ... وإن بذَلتْ أعطت قليلاً وأَكْدّتِ ) .
قال ولحنه ثقيل أول بالسبابة في مجرى الوسطى .
أخبرني الحسن بن علي ومحمد بن يحيى الصولي قال حدثنا يزيد بن محمد المهلبي وحدثني به عمي عن أبي جعفر بن دهقانة النديم عن أبيه قال .
كان الواثق إذا صنع صوتا قال لإسحاق هذا وقع إلينا البارحة فاسمعه فكان ربما أصلح فيه الشيء بعد الشيء .
فكاده مخارق عنده وقال له إنما يستجيد صنعتك إذا حضر ليقاربك ويستخرج ما عندك فإذا فارق حضرتك قال في صنعتك غير ما تسمع قال الواثق فأنا أحب أن أقف على ذلك فقال له مخارق فأنا أغنيه أيا منشر الموتى فإنه لم يعلم أنه لك ولا سمعه من أحد قال فافعل .
فلما دخل إسحاق غناه مخارق وتعمد لأن يفسده بجهده وفعل ذلك في مواضع خفية لم يعلمها الواثق من قسمته فلما غناه قال له الواثق كيف ترى هذا الصوت قال له فاسد غير مرضي فأمر به فسحب من المجلس حتى أخرج عنه وأمر بنفيه إلى بغداد .
ثم جرى ذكره يوما .
فقالت له فريدة يا أمير المؤمنين إنما كاده مخارف فأفسد عليه الصوت من حيث أوهمك أنه زاد فيه بحذقه نغما وجودة وإسحاق يأخذ نفسه بقول الحق من كل شيء ساءه أو سره ويفهم من غامض علل الصنعة ما لا يفهمه غيره فليحضره أمير المؤمنين ويحلفه بغليظ الأيمان أن يصدقه عما يسمع وأغنيه إياه حتى يقف على حقيقة الصوت فإن كان فاسدا فصدق عنه لم يكن عليه عتب ووافقناه عليه حتى يستوي