حتى فرغ من الصوت ما علم أحد أن العود مشوش .
ثم قال هاتوا عودا آخر فشوشه وجعل كل وتر منه في الشدة واللين على مقدار العود المشوش الأول حتى استوفى ثم قال لزرزور خذ أحدهما فأخذه ثم قال انظر إلى يدي واعمل كما أعمل واضرب ففعل وجعل إسحاق يغني ويضرب وزرزور ينظر إليه ويفعل كما يفعل فما ظن أحد أن في العودين شيئا من الفساد لصحة نغمهما جميعا إلى أن فرغ من الصوت .
ثم قال لإبراهيم خذ الآن أحد العودين فاضرب به مبدأ أو عمود طريقة أو كيف شئت إن كنت تحسن شيئا فلم يفعل وانكسر انكسارا شديدا فقال له المعتصم أرأيت مثل هذا قط قال لا والله ما رأيت ولا ظننت أن مثله يكون .
حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال حدثني عمي الفضل قال .
دعاني إسحاق يوما فمضيت إليه وعنده الزبير بن دحمان وعلويه وحسين بن الضحاك فمر لنا أحسن يوم فالتفت إلي إسحاق ثم قال يومنا هذا والله يا أبا العباس كما قال الشاعر .
( أنت والله من الأيام ... لَدْنُ الطَّرَفيْنِ ) .
( كلَّما قلَّبتُ عيني ... ّ ففي قُرَّةِ عَيْنِ ) .
إسحاق والواثق .
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
دخلت يوما على الواثق فقال لي يا إسحاق إني أصبحت اليوم قرما إلى غنائك فغنني فغنيته