أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال ذكر علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن إسحاق قال .
أنشدتني أم محمد الأعرابية لنفسها هذين البيتين وأنا حاج فاستحسنتهما وصنعت فيهما لحنا غنيته الواثق فاستعاده حتى أخذه وأمر لي بثلاثين ألف درهم وهما .
( عسى اللهُ يا ظَمْياءُ أن يَعكِسَ الهوَى ... فَتلْقَيْنَ ما قد كنتُ منكِ لَقِيتُ ) .
( ثراء فتحتاجي إليّ فتعلمي ... بأنّ به أَجْزيكِ حين غَنِيتُ ) .
براعة إسحاق تظهر في مجلس المعتصم .
حدثني عمي قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن مروان قال قال لي يحيى بن معاذ .
كان إسحاق الموصلي وإبراهيم بن المهدي إذا خلوا فهما أخوان وإذا التقيا عند خليفة تكاشحا أقبح تكاشح فاجتمعا يوما عند المعتصم فقال لإسحاق يا إسحاق إن إبراهيم يثلبك ويغض منك ويقول إنك تقول إن مخارقا لا يحسن شيئا ويتضاحك منك فقال إسحاق لم أقل يا أمير المؤمنين إن مخارقا لا يحسن شيئا وكيف أقول ذلك وهو تلميذ أبي وتخريجه وتخريجي ولكن قلت إن مخارقا يملك من صوته ما لا يملكه أحد فيتزايد فيه تزايدا لا يبقي عليه ويتغير في كل حال فهو أحلى الناس مسموعا وأقله نفعا لمن يأخذ عنه لقلة ثباته على شيء واحد .
ولكني أفعل الساعة فعلا إن زعم إبراهيم أنه يحسنه فلست أحسن شيئا وإلا فلا ينبغي له أن يدعي ما ليس يحسنه .
ثم أخذ عودا فشوش أوتاره ثم قال لإبراهيم غن على هذا أو يغني غيرك وتضرب عليه فقال المعتصم يا إبراهيم قد سمعت فما عندك قال ليفعله هو إن كان صادقا فقال له إسحاق غن حتى أضرب عليك فأبى فقال لزرزور غن فغنى وإسحاق يضرب عليه