فقال له المأمون لمن هذا الصوت فقال لهذا الجالس وأشار إلى إسحاق فقال لعلويه أعده فأعاده فشرب عليه رطلا ثم قال لإسحاق غنه فغناه فلم يطرب له طربه لعلويه .
فالتفت إلي إسحاق ثم قال لي أيها الأمير لولا أنه مجلس سرور وليس مجلس لجاج وجدال لأعلمته أنه طرب على خطأ وأن الذي استحسنه إنما هو تزايد منهما يفسد قسمة اللحن وتجزئته وأن الصوت ما غنيته لا ما زادا .
ثم أقبل عليهما فقال يا مخنثان قد علمت أنكما لم تريدا بما فعلتماه مدحي ولا رفعتي وأنا على مكافأتكما قادر فضحك المأمون وقال له ما كان ما رأيته من طربي لهما إلا استحسانا لأصواتهما لا تقديما لهما ولا جهلا بفضلك .
إسحاق يغني المعتصم فيطرب ويجيزه .
حدثني عمي قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي قال حدثني إسحاق قال .
دخلت يوما على المعتصم وقد رجع من الصيد وبين يديه ظباء مذبحة وطير ماء وغير ذلك من الصيد وهو يشرب فأمرني بالجلوس والغناء فجلست وغنيته .
صوت .
( اِشتهيْنا في ربيعٍ مرّةً ... زَهَمَ الوحشِ على لحم الإِبِلْ ) .
( فغدَونا بطُوَالٍ هَيْكَلٍ ... كَعسِيب النخل مَيَّاد خَضِلْ )