إسحاق أول من أحدث التخنيث في الغناء .
حدثنا جحظة قال حدثني محمد بن أحمد المكي قال حدثني أبي قال .
كان المغنون يجتمعون مع إسحاق وكلهم أحسن صوتا منه ولم يكن فيه عيب إلا صوته فيطمعون فيه فلا يزال بلطفه وحذقه ومعرفته حتى يغلبهم ويبذهم جميعا ويفضلهم ويتقدمهم .
قال وهو أول من أحدث التخنيث ليوافق صوته ويشاكله فجاء معه عجبا من العجب وكان في حلقة نبو عن الوتر .
اخبرني يحيى بن علي قال أخبرنا أبو العبيس بن حمدون أن إسحاق أول من جاء بالتخنيث في الغناء ولم يكن يعرف وإنما احتال بحذقه لمنافرة حلقه الوتر حتى صار يجيبه ببعض التخنيث فيكون أحسن له في السمع .
أخبرنا جحظة قال حدثني الهشامي عن أبيه قال .
كان المغنون إذا حضروا وليس إسحاق معهم غنوا هوينى وهم غير مفكرين فإذا حضر إسحاق لم يكن إلا الجد .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثني إسحاق الموصلي قال .
قال لي أبي وقد انصرف من دار الرشيد رأيت الأمير جعفر بن يحيى يستبطئك ويقول لست أراه ولا يغشاني فقلت إني لآتيه كثيرا فأحجب عنه ويصرفني نافذ حاجبه ويقول هو على شغل قال فبلعه أبي ذلك فقال له قل له أنكه أمه إذا فعل فأقمت أياما ثم كتبت إليه .
( جُعِلتُ فداءكَ من كل سوءٍ ... إلى حُسْن رأيك أشكو أُنَاسَا ) .
( يَحُولون بيني وبين السلام ... فلستُ أُسلِّم إلاّ اختلاسا ) .
( وأنفذتُ أمرك في نافذٍ ... فما زاده ذاك إلاّ شِماسا )