أخبرني جحظة قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيى المكي المرتجل قال حدثني أبي قال حدثني الزبير بن دحمان قال .
دخلت يوما على الفضل بن الربيع مسلما فقال لي قد عزمت غدا على الصبوح فصر إلي بكرة فكنت أنا والصبح كفرسي رهان فلما أصبحت في غد جعلت طريقي على إسحاق بن إبراهيم فدخلت إليه فلما جلست قال لي أقم اليوم عندي فعرفته خبري فقال .
( أقِم يا أبا العَوّام وَيْحَك نشربِ ... ونَلْهُ مع اللاّهين يوماً ونطربِ ) .
( إذا ما رأيتَ اليوم قد جاء خيرُه ... فخذه بشكرِ واترُكِ الفضل يغضبِ ) .
فقلت إني لا آمن غضبه وأنا بين يديك فقال لي أنت تعلم أن صبوح الفضل أبدا في وقت غبوق الناس فأقم وارفق بنفسك ثم امض إليه فأجبته إلى ذلك فلما شربنا طاب لي الموضع فأقمت حتى سكرت .
وذكر باقي الخبر نحوا مما ذكر إسحاق .
انتهى .
حدثني جحظة قال حدثني محمد بن المكي المرتجل قال قلت لزرزور الكبير كيف كان إسحاق ينفق على الخلفاء معكم وأنت وإبراهيم ابن المهدي ومخارق أطيب أصواتا وأحسن نغمة قال كنا والله يا بني نحضر معه فنجتهد في الغناء ونقيم الوهج فيه ويقبل علينا الخلفاء حتى نطمع فيه ونظن أنا قد غلبناه فإذا غنى عمل في غنائه أشياء من مداراته وحذقه ولطفه حتى يسقطنا كلنا ويقبل عليه الخليفة دوننا ويجيزه دوننا ويصغي إليه ونرى أنفسنا اضطرارا دونه