إسحاق يسترضي الفضل بن الربيع بشعر .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال أخبرني أبي قال قال إسحاق وأخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مالك عن إسحاق قال .
جاءني الزبير بن دحمان يوما مسلما فاحتبسته فقال لي أمرني الفضل بن الربيع بالمسير إليه فقلت له .
( أقِمْ يا أبا العوّام وَيْحَك نَشْرَبِ ... ونَلْهُ مع اللاّهين يوماً ونَطْرَبِ ) .
( إذا ما رأيتَ اليومَ قد جاء خيرُه ... فخُذْه بشكرٍ واتركِ الفضلَ يغضَبِ ) .
فأقام عندي وسررنا يومنا ثم صار إلى الفضل فسأله عن سبب تأخره عنه فحدثه الحديث وأنشده البيتين فغضب وحول وجهه عني وأمر عونا حاجبه بألا يدخلني إليه ولا يستأذن لي عليه ولا يوصل لي رقعة فقلت .
( حرامٌ عليّ الكأسُ ما دُمتَ غضبانَا ... وما لم يَعُد عنّي رضاك كما كانَا ) .
( فأحسِنْ فإني قد أسأتُ ولم تَزْلَ ... تُعوّدني عند الإساءة إحسانا ) .
قال وأنشدته إياهما فضحك ورضي عني وعاد إلى ما كان عليه .
وقد أخبرني بهذا الخبر محمد بن مزيد والحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه فذكر مثله وزاد فيه فقلت في عون حاجبه .
( عَوْنُ يا عونُ ليس مثلكَ عونُ ... أنت لي عُدّةٌ إذا كان كَوْنُ ) .
( لك عندي والله إن رَضِي الفضل ... غلامٌ يُرضيك أو بِرْذَوْنُ ) .
قال فأتى عون الفضل بالشعرين جميعا فقرأهما وضحك وقال ويحك إنما عرض لك بقوله غلام يرضيك بالسوءة قال قد وعدني ما سمعت فإن شئت أن تحرمنيه فأنت أعلم فأمره أن يرسل إلي فأتاني رسوله فصرت إليه فرضي عني