أحسنتما فهل تغنيان بالعربية قلنا نعم واندفعنا نغني ما أخذناه عن إسحاق وهو ينظر إلينا ونحن نتغافل عنه حتى غنينا أصواتا من غنائه فقام إسحاق ثم قال للواثق وحياتك يا سيدي وبيعتك وإلا كل ملك لي صدقة وكل مملوك لي حر إن لم يكن هذان الغلامان من تعليمي ومن قصتهما كيت وكيت فقال له أبو أحمد ما أدري ما تقول هذان اشتريتهما من رجل نخاس خراساني فقال له بلغ ولعك إلي ونخاس خراساني من أين يحسن أن يختار مثل تلك الأغاني فضحك أبو أحمد ثم قال صدق أنا احتلت عليه ولو رمت أن يعلمهما ما أخذاه منه إذا علم أنهما لي بعشرة أضعاف ما أعطيته لما فعل فقال له إسحاق قد تمت علي حيلته .
وقال أبو أحمد للواثق إن أردتهما فخذهما فقال لا أفجعك بهما يا عم ولكن لا تمنعني حضورهما فقال له قد بذلت لك الملك فلم تؤثره أفتراني أمنعك الخدمة فكنا نخدمه بنوبة .
الواثق يرفع إسحاق إلى صف الجلساء .
حدثني جحظة قال حدثني أبو عبد الله بن حمدون قال حدثني ابن فيلا الطنبوري وكان قد دخل على الواثق وغناه قال .
قال الواثق في بعض العشايا لا يبرح أحد من المغنين الليلة فقد عزمت على الصبوح في غد فأمسكوا جميعا عن معارضته إلا إسحاق فإنه قال له لا وحياتك ما أبيت قال فلا والله ما كان له عند الواثق معارضة أكثر من أن قال له فبحياتي إلا بكرت يا أبا محمد قال فرأيت مخارقا وعلويه قد تقطعا غيظا وبتنا في بعض الحجر فقالا لي اجلس على باب الحجرة فإذا جاء إسحاق فعرفنا حتى ندخل بدخوله فلم نلبث أن جاء