إلى إسحاق الموصلي ودفع إليه مائة ألف درهم وشهريا بسرجه ولجامه وثلاثة أدراج من فضة مملوءة طيبا وسبعة تخوت من بز خراساني وعشرة أسفاط من بز مصر وخمسة تخوت وشي كوفي وخمسة تخوت خز سوسي وثلاثين ألف درهم للنفقة وقال للرسول عرف إسحاق أن هذين الغلامين لرجل من وجوه أهل خراسان وجه بهما إليه ليتفضل ويعلمهما أصواتا اختارها وكتبها له في درج وقال له كلما علمهما صوتا ادفع إليه ألف درهم حتى يتعلما بها مائة صوت فإذا علمهما الصوتين اللذين بعد المائة فادفع إليه الشهري ثم إذا علمهما الثلاثة التي بعد الصوتين فادفع إليه بكل صوت درجا من الأدراج ثم لكل صوت بعد ذلك تختا أو سفطا حتى ينفد ما بعثت به معك ففعل وانحدرنا إلى بغداد فأتينا إسحاق وغنينا بحضرته وبلغه الوكيل الرسالة فلم يزل يلقي علينا الأصوات حتى أخذناها كما أمرنا سيدنا .
ثم سرنا إلى سر من رأى فدخلنا إليه وغنيناه جميع ما أخذناه فسره ذلك .
وقدم إسحاق سر من رأى ولقيه مولانا فدعا بنا وأوصانا بما أراد وغدا بنا إلى الواثق وقال إنكما ستريان إسحاق بين يديه فلا تسلما عليه ولا توهماه أنكما رأيتماه قط وألبسنا أقبية خراسانية ومضينا معه فلما دخلنا على الواثق قال له يا سيدي هذان غلامان اشتريا لي من خراسان يغنيان بالفارسية فقال غنيا فضربنا ضربا فارسيا وغنينا غناء فهليذيا فطرب الواثق وقال