يا هذا أن تلعب فالعب في غناء نفسك لا في غناء الناس وما حاجتك إلى هذا الشعر أكثر من ذلك فاصنع أنت إن كنت تحسن وألعب في صنعتك كما تشتهي مبتدئا باللهو واللعب غير مشارك في جد الناس بلعبك ومفسد له بما لا تعلمه .
يا أبا إسحاق أيدك الله ليس هذا الصوت مما يتهيأ لك أن تمخرق فيه وتقول جندرته قال وكان إبراهيم يقول إنه يجندر صنعة القدماء ويحسنها .
إسحاق يناظر إبراهيم بن المهدي في الغناء .
قال علي بن محمد حدثني جدي حمدون .
أن إسحاق قال لإبراهيم بن المهدي بحضرة المعتصم ما تقول فيمن يزعم أن ابن سريج وابن محرز ومعبدا ومالكا وابن عائشة لم يكونوا يحسنون تمام الصنعة ولا استيفاء الغناء ويعجزون عما به يكمل ويتم ويحسن وأنه أقدر على الصنعة منهم قال أقول إنه جاهل أحمق قال فأنت تزعم أنه قد كانت بقيت عليهم أشياء لم يهتدوا لها ولم يحسنوها فتنبهت عليها أنت وتممتها وحسنتها بجندرتك قال فضحك المعتصم وبقي إبراهيم واجما مطرقا ولم ينتفع بنفسه بقية يومه وما سمعته أنا ولا غيري بعد ذلك اليوم يتبجح بغناء يصلحه من غناء المتقدمين حتى يطنب في صنعته ويشتهى استماعه منه كما كان يدعي قديما .
قال وكان حمدون يقول كان إبراهيم يأكل المغنين أكلا حتى يحضر إسحاق فيداريه إبراهيم ويطلب مكافأته ولا يدع إسحاق تبكيته ومعارضته وكان إسحاق آفته كما أن لكل شيء آفة .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه قال