محمد بن الحارث بن بسخنر أنه كان هو ومخارق وعلويه جلوسا في حجرة لهم ينتظرون جلوس المأمون وخروج الناس من عنده إذ دخل يحيى بن أكثم وعليه سواده وطويلته ويده في يد إسحاق يماشيه حتى جلس معه بين يدي المأمون فكاد علويه أن يجن وقال يا قوم أسمعتم بأعجب من هذا يدخل قاضي القضاة ويده في يد مغن حتى يجلسا بين يدي الخليفة .
ثم مضت على ذلك مدة فسأل إسحاق المأمون أن يأذن له في لبس السواد يوم الجمعة والصلاة معه في المقصورة قال فضحك المأمون وقال ولا كل ذا يا إسحاق وقد اشتريت منك هذه المسألة بمائة ألف درهم وأمر له بها .
حدثني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني أبو عبد الله بن حمدون قال .
كان المغنون جميعا يحضرون مجلس الواثق وعيدانهم معهم إلا إسحاق فإنه كان يحضر بلا عود للشرب والمجالسة فإن أمره الخليفة أن يغني أحضر له عودا فإذا غنى وفرغ سل من بين يديه إلى أن يطلبه .
وكان الواثق كثيرا ما يكنيه رفعا له من أن يدعوه باسمه وكان إذا غنى وفرغ الواثق من شرب قدحه قطع الغناء ولم يعد منه حرفا إلا أن يكون في بعض بيت فيتمه ثم يقطع ويضع العود من يده .
أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه في خبر ذكر إسحاق فيه