فلما سمعته علمت أني إن دخلت إليه أمسك فوقفت أستمعه حتى فرغ منه وأخذته عنه فلما فرغ منه وضع العود من يده وذكر أنه قد طلبني فقال يا غلام أين دمن فقلت هأنذي فقال مذ كم أنت واقفة فقلت مند ابتدأت بالصوت وقد أخذته فنظر إلي نظر مغضب أسف ثم قال غنيه فغنيته حتى استوفيته فقال لي وقد فتر وخجل قد بقيت عليك فيه بقية أنا أصلحها لك فقلت لست أحتاج إلى إصلاحك إياه وقد والله أخذته على رغمك فضحك .
لحن هذا الصوت من الهزج بالبنصر والشعر والغناء لإسحاق .
كان قادرا على إظهار الأخطاء في الغناء والأوتار .
أخبرنا يحيى بن علي قال قال لي إسحاق .
كنت عند المعتصم وعنده إبراهيم بن المهدي فغنى إبراهيم صوتا لابن جامع أخل ببعضه ثم قال يا أمير المؤمنين ترك ابن جامع الناس يحجلون خلفه ولا يلحقونه .
وفي هذا الصوت خاصة فقلت والله يا أمير المؤمنين ما صدق وما هذا الصوت بتام الأجزاء فقال كذب والله يا أمير المؤمنين فقلت يا سيدي أنا أوقفه على نقصانه فمره فليعد يا أمير المؤمنين فأعاد البيت الأول فأقامه وطمع في الإصابة فقلت آفته في البيت الثاني فليردده فرده فنقص من أجزائه وقسمته فعرفته فأقر به فقلت يا أمير المؤمنين هذه صناعتي وصناعة آبائي وإبراهيم يكلمني فيها