أصوات مرت قبله فأصغى إليه إسحاق وجعل يتفهمه ويقسمه ويتفقد أوزانه ومقاطعه ويوقع عليه بيده ثم أقبل على مولاي فقال هذا صوت رومي اللحن فمن أين وقع إليك فكان مولاي بعد ذلك يقول ما رأيت شيئا أحسن من استخراجه لحنا روميا لا يعرفه ولا العلة فيه وقد نقل إلى غناء عربي وامتزجت نغمه حتى عرفه ولم يخف عليه .
إسحاق وملاحظ في مجلس الواثق .
أخبرني عمي قال حدثني محمد بن موسى قال حدثني عبد الله بن عمرو عن محمد بن عبد الله بن مالك قال حدثني علويه الأعسر ووجدت هذا الخبر في بعض الكتب عن علي بن محمد بن نصر الشامي عن جده حمدون ابن إسماعيل قال .
تناظر المغنون يوما عند الواثق فذكروا الضراب وحذقهم فقدم إسحاق زلزلا على ملاحظ ولملاحظ في ذلك الرياسة على جميعهم فقال له الواثق هذا حيف وتعد منك فقال إسحاق يا أمير المؤمنين اجمع بينهما وامتحنهما فإن الأمر سينكشف لك فيهما فأمر بهما فأحضرا فقال له إسحاق إن للضراب أصواتا معروفة أفأمتحنهما بشيء منها قال أجل افعل فسمى ثلاثة أصوات كان أولها .
( عُلِّق قلبي ظبيةَ السِّيب ... ) .
فضربا عليه فتقدم زلزل وقصر عنه ملاحظ فعجب الواثق من كشفه عما ادعاه في مجلس واحد .
فقال له ملاحظ فما باله يا أمير المؤمنين يحيلك على الناس ولم لا يضرب هو فقال يا أمير المؤمنين إنه لم