وأنا مثخن فدخلت فسلمت فرد السلام ونظر إلى تغير وجهي فقال اسكن فسكنت وسألني عن صوت وقال أتدري لمن هو فقلت أسمعه ثم أخبر أمير المؤمنين إن شاء الله بذلك فأمر جارية من وراء الستارة فغنته وضربت فإذا هي قد شبهته بالقديم فقلت زدني معها عودا آخر فإنه أثبت لي فزادني عودا آخر فقلت يا أمير المؤمنين هذا الصوت محدث لامرأة ضاربة فقال من أين قلت ذلك فقلت لما سمعته وسمعت لينه عرفت أنه من صنعة النساء ولما رأيت جودة مقاطعه علمت أن صاحبته ضاربة فقال من أين قلت ذلك فقلت لأنها قد حفظت مقاطعه وأجزاءه ثم طلبت عودا آخر ليكون أثبت لي فلم أشكك فقال صدقت الغناء لعريب .
نسخت من كتاب ابن أبي سعيد حدثني إسحاق بن إبراهيم الطاهري قال حدثتني مخارق مولاتنا قالت .
كان لمولاي الذي علمني الغناء فراش رومي وكان يغني بالرومية صوتا مليح اللحن فقال لي مولاي يا مخارق خذي هذا اللحن الرومي فانقليه إلى شعر من أصواتك العربية حتى أمتحن به إسحاق الموصلي فأعلم أين يقع من معرفته ففعلت ذلك وصار إليه إسحاق فاحتبسه مولاي فأقام وبعث إلي أن أدخلي اللحن الرومي في وسط غنائك فغنيته إياه في درج