( والنّجم في كَبِد السماء كأنه ... أعمى تحيَّر ما لديه قائد ) .
( ناديتُ مَنْ طَرَد الرُّقَادَ بصدّه ... عمّا أُعالج وهو خِلوٌ هاجد ) .
( ياذا الذي صدَع الفؤادَ بهجره ... أنت البَلاءُ طريفُه والتّالد ) .
( ألقيتَ بين جفون عيني حُرْقةً ... فإلى متى أنا ساهرٌ يا راقد ) .
فقال المأمون أليس من قال هذا الشعر حقيقا بالتقدمة فقلت بلى والله يا سيدي .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال قال حدثني حماد بن إسحاق قال حدثني أبي قال .
قال لي برصوما الزامر أما في حقي وخدمتي وميلي إليكم وشكري لكم ما أستوجب به أن تهب لي يوما من عمرك تفعل فيه ما أريد ولا تخالفني في شيء فقلت بلى ووعدته بيوم فأتاني فقال مر لي بخلعة ففلعت وجعلت فيها جبة وشي فلبسها ظاهرة وقال امض بنا إلى المجلس الذي كنت آتي أباك فيه فمضينا جميعا إليه وقد خلقته وطيبته فلما صار على باب المجلس رمى بنفسه إلى الأرض فتمرغ في التراب وبكى وأخرج نايه وجعل ينوح في زمره ويدور في المجلس ويقبل المواضع التي كان أبو إسحاق يجلس فيها ويبكي ويزمر حتى قضى من ذلك وطرا ثم ضرب بيده إلى ثيابه فشقها وجعلت أسكته وأبكي معه فما سكن إلا بعد حين ثم دعا بثيابه فلبسها وقال إنما سألتك أن تخلع علي لئلا يقال إن برصوما إنما خرق