( وإن لم تكوني غير شَام بقَفْرةٍ ... تَجْرُّ بها الأذيالَ صَيْفِيّة كُدْرُ ) .
قال فانتبهت وأنا فرح بالشعر فدعوت من ضرب علي وغنيته فإذا هو أوفق ما خلق الله فلما علمت ذلك وعملت هذا الغناء في شعر ذي الرمة تنبهت عليه وعلى شعره فصنعت فيه ألحانا ماخورية منها .
صوت .
( أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سلامٌ عليكما ... هل الأزمُنُ اللائي مَرَرْنَ رواجعُ ) .
( وهل يَرجِعُ التسليمَ أو يكشِفُ العَمَى ... ثلاثُ الأثافي أو رسومٌ بلاقِعُ ) .
صنعة إبراهيم في هذين الشعرين جميعا من الماخوري بالوسطى وهو خفيف الثقيل الثاني .
وأخباره كلها في هذا المعنى تأتي في أخبار ذي الرمة مشروحة .
سأل الرشيد أن يختصه بالغناء في شعر ذي الرمة .
حدثني محمد بن مزيد قال حدثني حماد عن أبيه قال قال لي أبي .
قال لي جعفر بن يحيى يوما وقد علم أن الرشيد أذن لي وللمغنين في الانصراف يومئذ صر إلي حتى أهب لك شيئا حسنا فصرت إليه فقال لي أيما أحب إليك أهب لك الشيء الحسن الذي وعدتك به أم أرشدك إلى شيء تكسب به ألف ألف درهم فقلت بل يرشدني الوزير أعزه الله إلى هذا الوجه فإنه يقوم مقام إعطائه إياي هذا الحسن فقال إن أمير المؤمنين يحفظ شعر ذي الرمة حفظ الصبا ويعجبه ويؤثره فإذا سمع