شيخ هو والله ما دخل إليك اليوم أحد فرجعت لأتأمل أمري فإذا هو قد هتف بي من بعض جوانب البيت لا بأس عليك يا أبا إسحاق أنا إبليس وأنا كنت جليسك ونديمك اليوم فلا ترع .
فركبت إلى الرشيد وقلت لا أطرفه أبدا بطرفه مثل هذه فدخلت إليه فحدثته بالحديث فقال ويحك تأمل هذه الأصوات هل أخذتها فأخذت العود أمتحنها فإذا هي راسخة في صدري كأنها لم تزل فطرب الرشيد عليها وجلس يشرب ولم يكن عزم على الشراب وأمر لي بصلة وحملان وقال الشيخ كان أعلم بما قال لك من أنك أخذتها وفرغت منها فليته أمتعنا بنفسه يوما واحدا كما أمتعك .
نسبة هذه الأصوات .
أما الصوت الأول فالذي أعرفه فيه خفيف رمل لمحمد بن الحارث بن بسخنر ولم يقع إلي فيه صنعة لإبراهيم .
والصوت الثاني الذي أوله .
( ألا يا صبا نجدٍ متى هِجْتِ من نجدِ ... ) .
فشعره ليزيد بن الطثرية والغناء لإبراهيم خفيف ثقيل بالبنصر عن عمرو .
وفيه لمحمد بن الحسن بن مصعب ثاني ثقيل بالوسطى عن الهشامي