( الخمرُ تبكي في أباريقها ... والقَيْنةُ الخَمصْانةُ الرُّود ) .
قال وهذا شعر رثاه به صديق له كان بالرقة قال فأبكت والله عيني وأوجعت قلبي .
فدخلت على الرشيد فحدثته بحديثها فأمر بإحضارها فحضرت فقال لها غني الصوت الذي حدثني إبراهيم عنك أنك غنيته فغنته وهي تبكي فرق الرشيد لها وتغرغرت عيناه وقال لها أتحبين أن أشتريك فقالت يا أمير المؤمنين لقد عرضت علي ما يقصر عنه الأمل ولكن ليس من الوفاء أن يملكني أحد بعد سيدي فينتفع بي فازداد رقة عليها وقال غني صوتا آخر فغنت .
( العينُ تُظهِر كتماني وتُبديه ... والقلبُ يكتم ما ضَمَّنتُه فيهِ ) .
( فكيف ينكتم المكتومُ بينهما ... والعينُ تُظهره والقلبُ يُخفيه ) .
فأمر بأن تبتاع وتعتق ولم يزل يجري عليها إلى أن ماتت .
قصته مع الرشيد بشأن جارية .
أخبرنا محمد قال حدثنا حماد عن أبيه عن جده قال .
قال لي الرشيد يوما يا إبراهيم بكر علي غدا حتى نصطبح فقلت له أنا والصبح كفرسي رهان فبكرت فإذا أنا به خاليا وبين يديه جارية كأنها خوط بان أو جدل عنان حلوة المنظر دمثة الشمائل وفي يدها عود فقال لها غني فغنت في شعر أبي نواس وهو .
( تَوَهّمه قلبي فأصبح خدُّه ... وفيه مكانَ الوَهْم من نظري أُثرُ )