لا بد من صدقك كان من الأمر كذا وكذا فقال لا إلا على الشريطة وكما ضمنت فجيء بالتمثال فقال إبراهيم أليس الهدية لي فأعمل فيها ما أريد قال بلى قال فرد التمثال على الجارية وجعل يفرق الهدايا على جلساء محمد شيئا شيئا وعلى جميع من حضر من إخوانه وغلمانه وعلى من في دور الحرم من جواريه حتى لم يبق منها شيء ثم أخذ من المجلس تفاحتين لما أراد الانصراف وقال هذا لي وانصرف فجعل محمد يعجب من كبر نفسه ونبله .
الرشيد يزوره ليلا ليغنيه .
وقال أحمد بن المرزبان حدثني بعض كتاب السلطان .
أن الرشيد هب ليلة من نومه فدعا بحمار كان يركبه في القصر أسود قريب من الأرض فركبه وخرج في دراعة وشي متلثما بعمامة وشي ملتحفا بإزار وشي بين يديه أربعمائة خادم أبيض سوى الفراشين وكان مسرور الفرغاني جريئا عليه لمكانه عنده فلما خرج من باب القصر قال أين يريد أمير المؤمنين في هذه الساعة قال أردت منزل الموصلي .
قال مسرور فمضى ونحن معه وبين يديه حتى انتهى إلى منزل إبراهيم فخرج فتلقاه وقبل حافر حماره وقال له يا أمير المؤمنين أفي مثل هذه الساعة تظهر قال نعم شوق طرق لك بي ثم نزل فجلس في طرف الإيوان وأجلس إبراهيم فقال له إبراهيم يا سيدي أتنشط لشيء تأكله فقال نعم خاميز ظبي فأتي به كأنما كان معدا له فأصاب منه شيئا يسيرا ثم دعا بشراب حمل معه فقال الموصلي يا سيدي أؤغنيك أم تغنيك إماؤك فقال بل الجواري فخرج جواري إبراهيم فأخذن صدر الإيوان وجانبيه فقال أيضربن كلهن أم واحدة فقال بل