( أبوها نِجاء المُزْن والكَرْمُ أُمّها ... فلم أرَ زَوْجاً منه أشهى وأطيَبا ) .
( فجاءتك صَفْرا أشبهت غير جنسها ... وما أشبهت في اللون أُمًّا ولا أبا ) .
قال فما زلت واقفا أستمع منه الصوت حتى أخذته ثم غدونا إلى الرشيد فلما جلسنا للشرب خرج الخادم إلي فقال يقول لك أمير المؤمنين يابن أم غنني فاندفعت فغنيت هذا الصوت والموصلي في الموت حتى فرغت منه فشرب عليه وأمر لي بثلاثمائة ألف درهم فوثب إبراهيم الموصلي فحلف بالطلاق وحياة الرشيد أن الشعر له قاله البارحة وغنى فيه ما سبقه إليه أحد فقال إبراهيم يا سيدي فمن أين هو لي أنا لولا كذبه وبهته وإبراهيم يضطرب ويضج فلما قضيت أربا من العبث به قلت للرشيد الحق أحق أن يتبع وصدقته فقال للموصلي أما أخي فقد أخذ المال ولا سبيل إلى رده وقد أمرت لك بمائة ألف درهم عوضا مما جرى عليه فلو بدأت أنت بالصوت لكان هذا حظك فأمر له بها فحملت إليه .
إبراهيم الموصلي ومحمد بن يحيى .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن مخارق قال .
أتى إبراهيم الموصلي محمد بن يحيى بن خالد في يوم مهرجان فسأله محمد أن يقيم عنده فقال ليس يمكنني لأن رسول أمير المؤمنين قد أتاني قال فتمر بنا إذا انصرفت ولك عندي كل ما يهدى إلي اليوم فقال نعم وترك في المجلس صديقا له يحصي ما يبعث به إليه قال فجاءت هدايا عجيبة من كل ضرب قال وأهدي إليه تمثال فيل من ذهب عيناه ياقوتتان فقال محمد للرجل لا تخبره بهذا حتى نبعث به إلى فلانة ففعل وانصرف إبراهيم إليه فقال أحضرني ما أهدي لك فأحضره ذلك كله إلا التمثال وقال