( كثاقبةٍ لَحلْي مستعارٍ ... بأذنيها فشانَهما الثقوبُ ) .
( فردّت حَلْي جارتها إليها ... وقد بقيت بأذنيها نُدوبُ ) .
إبراهيم بن المهدي يسرق شعره ويغني به الرشيد .
أخبرني الحسين بن القاسم قال حدثني العباس بن الفضل قال حدثني أبي قال .
قال الرشيد لإبراهيم بن المهدي وإبراهيم الموصلي وابن جامع وابن أبي الكنات باكروني غدا وليكن كل واحد قد قال شعرا إن كان يقدر أن يقوله وغنى فيه لحنا وإن لم يكن شاعرا غنى في شعر غيره .
قال إبراهيم ابن المهدي فقمت في السحر وجهدت أن أقدر على شيء أصنعه فلم يتفق لي فلما خفت طلوع الفجر دعوت بغلماني وقلت لهم إني أريد أن أمضي إلى موضع ولا يشعر بي أحد حتى أصير إليه وكانوا يبيتون على باب داري فقمت فركبت وقصدت دار إبراهيم الموصلي وكان قد حدثني أنه إذا أراد الصنعة لم ينم حتى يدبر ما يحتاج إليه وإذا قام لحاجته في السحر اعتمد على خشبة له في المستراح فلم يزل يقرع عليها حتى يفرغ من الصوت ويرسخ في قلبه فجئت حتى وقفت تحت مستراحه فإذا هو يردد هذا الصوت .
صوت .
( إذا سُكِبتْ في الكأسِ قبل مِزاجها ... تَرى لونَها في جِلدة الكأس مُذْهَبَا ) .
( وإن مُزجتْ راعت بلون تخاله ... إذا ضُمّنتْه الكأسُ في الكأس كوكبَا )