كان لي وأنا صبي عقعق قد ربيته وكان يتكلم بكل شيء سمعه فسرق خاتم ياقوت كان لأبي قد وضعه على تكأته ودخل الخلاء ثم خرج ولم يجده فطلبه وضرب غلامه الذي كان واقفا فلم يقف له على خبر فبينا أنا ذات يوم في دارنا إذا أبصرت العقعق قد نبش ترابا فأخرج الخاتم منه ولعب به طويلا ثم رده فيه ودفنه فأخذته وجئت به إلى أبي فسر بذلك وقال يهجو العقعق .
( إذا بارك الله في طائرٍ ... فلا بارك الله في العقعقِ ) .
( طويل الذُّنَابَى قصير الجناح ... متى ما يجد غَفْلةً يسرق ) .
( يُقلِّب عينين في رأسه ... كأنهما قَطْرتا زِئْبَق ) .
الموصلي وابن جامع عند الرشيد .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني أحمد بن المكي وذاكرت أبا أحمد بن جعفر جحظة بهذا الخبر فقال حدثني به محمد بن أحمد بن يحيى المكي المرتجل عن أبيه عن جده ووجدت هذا الخبر في بعض الكتب عن علي بن محمد بن نصر عن جده حمدون بن إسماعيل فجمعت الروايات كلها .
أن الرشيد قال يوما لجعفر بن يحيى قد طال سماعنا هذه العصابة على اختلاط الأمر فيها فهلم أقاسمك إياها وأخايرك فاقتسما المغنين على أن جعلا بإزاء كل رجل نظيره وكان ابن جامع في حيز الرشيد وإبراهيم في حيز جعفر بن يحيى وحضر الندماء لمحنة المغنين وأمر الرشيد ابن