خطر ببالي ذلك الصوت وذكرت قصته فغنيته إياه فطرب وشرب ثم قال لي يا إسحاق كأني في نفسك ذكرت حديث أبيك وأني أعطيته ألف دينار على هذا الصوت فطمعت في الجائزة فضحكت ثم قلت والله يا سيدي ما أخطأت فقال قد أخذ ثمنه أبوك مرة فلا تطمع فعجبت من قوله ثم قلت يا سيدي قد أخذ أبي منك أكثر من مائتي ألف دينار ما رأيتك ذكرت منها غير هذا الألف على بختي أنا فقال ويحك أكثر من مائتي ألف دينار قلت إي والله فوجم وقال أستغفر الله من ذلك ويحك فما الذي خلف منها قلت خلف علي ديونا مبلغها خمسة آلاف دينار قضيتها عنه فقال ما أدري أينا أشد تضييعا والله المستعان .
نسبة هذا الصوت .
صوت .
( سَلِي هل قلاني مِنْ عَشيرٍ صَحِبتُه ... وهل ذَمّ رَحْلي في الرِّفاق رفيقُ ) .
( وهل يَجْتوِي القومُ الكرامُ صَحابتي ... إذا اغبّر مَخْشِيُّ الفِجَاج عَميقُ ) .
( ولو تَعلمين الغيبَ أيقنتِ أنّني ... لكُم والهَدايا المُشْعَراتِ صديقُ ) .
الشعر ينسب إلى مضرس بن قرط الهلالي وإلى قيس بن ذريح وفيه بيت يقال إنه لجرير .
والغناء مختلط في أشعار الثلاثة المذكورين