فأعاده وكان الخطأ خفيا فقلت للرشيد يا سيدي قد أخطأ فيه فقال لإبراهيم بن المهدي ما تقول فيما ذكره إسحاق قال ليس الأمر كما قال ولا هاهنا خطأ فقلت له أترضى بأبي قال إي والله وكان أبي في بقايا علة فأمر الرشيد بإحضاره ولو محمولا فجيء به محفة فقال لمخارق أعد الصوت فأعاده فقال ما عندك يا إبراهيم في هذا الصوت فقال قد أخطأ فيه فقال له هكذا قال ابنك إسحاق وذكر أخي إبراهيم أنه صحيح فنظر إلي ثم قال هاتوا دواة فأتي بها وكتب شيئا لم يقف عليه أحد ثم قطعه ووضعه بين يدي الرشيد وقال لي اكتب بذكر الموضع الفاسد من قسمة هذا الصوت فكتبته وألقيته فقرأه وسر وقام فألقاه بين يدي الرشيد فإذا الذي قلناه جميعا متفق فضحك وعجب ولم يبق أحد في المجلس إلا قرظ وأثنى ووصف ولا أحد خالف إلا خجل وذل وأذعن .
وقال أبي في ذلك .
( ليت من لا يُحسن العلمَ ... كفانا شَرَّ عِلْمِهْ ) .
( فاخْبُرِ الحقَّ ابتداءً ... وقِسِ العلمَ بفهمه ) .
( طيِّبُ الرَّيْحان لا تعرفه ... إلا بشَمّه ) .
حدثني جحظة قال حدثني هبة الله وحدثني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
غنى أبي يوما بحضرة الرشيد .
( سَلِي هل قَلاَنِي من عَشيرٍ صَحِبتُه ... وهل ذمّ رَحْلي في الرِّفاق رفيقُ ) .
فطرب واستعاده وأمر له بعشرين ألف درهم فلما كان بعد سنين