أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة عن إسحاق قال .
كان بعض أهل نهيك قد تعاطى الغناء فلما ظن أنه قد أحكمه شاورني وأبي حاضر فقلت له إن قبلت مني فلا تغن فلست فيه كما أرضى فصاح أبي علي صيحة شديدة ثم قال لي وما يدريك يا صبي ثم أقبل على الرجل فقال أنت يا حبيبي بضد ما قال وإن لزمت الصناعة برعت فيها فلما خلا بي قال لي يا أحمق ما عليك أن يخزي الله مائة ألف مثل هذا هؤلاء أغنياء ملوك وهم يعيروننا بالغناء فدعهم يتهتكوا به ويعيروا ويفتضحوا ويحتاجوا إلينا فننتفع بهم ويبين فضلنا لدى الناس بأمثالهم .
قال ولزمه النهيكي يأخذ عنه ويبره فيجزل فكان إذا غنى فأحسن قال له بارك الله فيك وإذا أساء قال بارك الله عليك وكثر ذلك منه حتى عرف النهيكي معناه فيه فغنى يوما وأبي ساه فسكت ولم يقل له شيئا فقال له جعلت فداك يا أستاذي أهذا الصوت من أصوات فيك أم عليك فضحك أبي ولم يكن علم أنه قد فطن لقوله ثم قال له والله لأقبلن عليك حتى تصير كما تشتهي فأنك ظريف أديب وعني به حتى حسن غناؤه وتقدم .
وفيه يقول أبي .
( أوجب الله لك الحقَّ ... على مثلي بظَرْفِكْ ) .
( لن تراني بعد هذا ... ناطقاً إلاّ بوصفك ) .
( وترى القوّةَ فيما ... تَشتهيه بعد ضعفك ) .
إبراهيم الحاذق العالم بالغناء وأصوله .
أخبرني إسماعيل قال حدثني عمر بن شبة عن إسحاق أخبرني به الصولي عن عون بن محمد عن إسحاق قال .
غنى مخارق بين يدي الرشيد صوتا فأخطأ في قسمته فقلت له أعد