فطال ذلك علي إلى أن دعاني أحدهم ليلة إلى منزله فبت عنده فأخرج جارية له ومد لها ستارة فتغنت خلفها فرأيتها صالحة الأداء كثيرة الرواية فشوقتني إلى العراق وذكرتني أيامي بها فدعوت بعود فلما جيء به اندفعت فغنيت صوتي في شعري .
( أنا بالرَّيّ مُقيم ... في قُرَى الرَّيّ أَهِيمُ ) .
وقد كنت صنعت هذا اللحن قديما بالري فخرجت الجارية من وراء الستارة مبادرة إلي فأكبت على رأسي وقالت أستاذي والله فقال لها مولاها أي أستاذيك هذا قالت إبراهيم الموصلي فإذا هي إحدى الجواري اللاتي أخذن عني وطال العهد بها فأكرمني مولاها وبرني وخلع علي فأقمت مدة بعد ذلك بالري وانتشر خبري بها ثم كتب بحملي إلى والي البلد فأشخصت .
المهدي يرق له ويطلقه من الحبس .
أخبرني الحسن قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني أبو توبة صالح بن محمد قال حدثني القطراني عن محمد بن جبر عن يحيى المكي قال .
كنا يوما بين يدي المهدي وقد حبس إبراهيم الموصلي وضربه وأمر بأن يلبس جبة صوف وكان يخرج على تلك الحال فيطرح على الجواري فكتب إلينا ذات يوم ونحن مصطبحون وقد جادت السماء بمطر صيف وبحضرتنا شيء من ورد مبكر