يا مخارق إذا عاشرت فعاشر مثل هؤلاء وإذا خنكرت فخنكر لمثل هؤلاء هذه ستمائة ألف وضيعة بمائة ألف وستون ألف درهم لك حصلنا ذلك اجمع وأنا جالس في مجلسي لم أبرح منه فمتى يدرك مثل هؤلاء .
إبراهيم الموصلي وموسى الهادي .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال أخبرني أبي عن إسحاق قال .
كان موسى الهادي شكس الأخلاق صعب المزاج من توقاه وعرف أخلاقه أعطاه ما أمل ومن فتح فاه فاتفق له أن يفتحه بغير ما يهواه أقصاه وأطرحه فكان لا يحتجب عن ندمائه ولا عن المغنين وكان يكثر جوائزهم وصلاتهم ويواترها فتغنى أبي عنده يوما فقال له يا إبراهيم غنني جنسا من الغناء ألذ به وأطرب له ولك حكمك فقال يا أمير المؤمنين إن لم يقابلني زحل ببرده رجوت أن أصيب ما في نفسك .
قال وكنت لا أراه يصغي إلى شيء من الأغاني إصغاءه إلى النسيب والرقيق منه وكان مذهب ابن سريج عنده أحمد من مذهب معبد فغنيته .
( وإنّي لتَعْروني لِذكراكِ هزّةٌ ... كما انتفض العصفورُ بلّله القَطْرُ ) .
فضرب بيده إلى جيب دراعته فحطها ذراعا ثم قال أحسنت والله زدني فغنيت .
( فيا حُبَّها زدني جَوىً كلَّ ليلةٍ ... ويا سَلوةَ الأيّام موعدُكِ الحشرُ ) .
فضرب بيده إلى دراعته فحطها ذراعا آخر أو نحوه وقال زدني ويلك أحسنت والله ووجب حكمك يا إبراهيم فغنيت