حضر فيهن هند بنت الحارث المرية فهل لك أن تأتيهن متنكرا فتسمع من حديثهن وتتمتع بالنظر إليهن ولا يعلمن من أنت فقلت له ويحك وكيف لي أن أخفي نفسي قال تلبس لبسة أعرابي ثم تجلس على قعود ثم ائتهن فسلم عليهن فلا يشعرن إلا بك قد هجمت عليهن ففعلت ما قال وجلست على قعود ثم أتيتهن فسلمت عليهن ثم وقفت بقربهن فسألنني أن أنشدهن وأحدثهن فأنشدتهن لكثير وجميل والأحوص ونصيب وغيرهم فقلن لي ويحك يا أعرابي ما أملحك وأظرفك لو نزلت فتحدثت معنا يومنا هذا فإذا أمسيت انصرفت في حفظ الله قال فأنخت بعيري ثم تحدثت معهن وأنشدتهن فسررن بي وجذلن بقربي وأعجبهن حديثي قال ثم إنهن تغامزن وجعل بعضهن يقول لبعض كأنا نعرف هذا الأعرابي ما أشبهه بعمر بن أبي ربيعة فقالت إحداهن فهو والله عمر فمدت هند يدها فانتزعت عمامتي فألقتها عن رأسي ثم قالت لي هيه يا عمر أتراك خدعتنا منذ اليوم بل نحن والله خدعناك واحتلنا عليك بخالد فأرسلناه إليك لتأتينا في أسوإ هيئة ونحن كما ترى قال عمر ثم أخذنا في الحديث فقالت هند ويحك يا عمر اسمع مني لو رأيتني منذ أيام وأصبحت عند أهلي فأدخلت رأسي في جيبي فنظرت إلى حري فإذا هو ملء الكف ومنية المتمني فناديت يا عمراه يا عمراه قال عمر فصحت يا لبيكاه يا لبيكاه ثلاثا ومددت في الثالثة صوتي فضحكت وحادثتهن ساعة ثم ودعتهن وانصرفت فذلك قولي