مخزوم فانتظرت حتى تفرق القوم ثم دنوت منه ومعي صاحب لي ظريف وكان قد قال لي تعال حتى نهيجه على ذكر الغزل فننظر هل بقي في نفسه منه شيء فقال له صاحبي يا أبا الخطاب أكرمك الله لقد أحسن العذري وأجاد فيما قال فنظر عمر إليه ثم قال له وماذا قال قال حيث يقول .
( لو جُدَّ بالسَّيف رأْسي في مَوَدَّتها ... لمَرَ يَهْوي سريعاً نحوَها رَاسِي ) .
قال فارتاح عمر إلى قوله وقال هاه لقد أجاد وأحسن فقلت ولله در جنادة العذري فقال عمر حيث يقول ماذا ويحك فقلت حيث يقول .
( سَرَتْ لِعَيْنِكَ سَلْمَى بعد مَغْفَاها ... فبِتَّ مُستنبِهاً من بعد مَسْرَاها ) .
( وقلتُ أهلاً وسهلاً مَنْ هدَاكِ لنا ... إن كنتِ تِمْثَالها أو كنتِ إيَّاها ) .
( مِن حبِّها أتمنَّى أن يلاقينِي ... مِنْ نَحْوِ بلدتها ناعٍ فيَنْعَاها ) .
( كيما أقول فراقٌ لا لِقَاءَ له ... وتُضْمِرُ النفسُ يأساً ثم تَسْلاَها ) .
( ولو تموتُ لراعتْني وقُلْتُ أَلاَ ... يا بُؤْسَ للموتِ ليتَ الموتَ أبقاها ) .
قال فضحك عمر ثم قال وأبيك لقد أحسن وأجاد وما أبقى ولقد هيجتما علي ساكنا وذكرتماني ما كان عني غائبا ولأحدثنكما حديثا حلوا .
عمر يجتمع متنكرا مع هند بنت الحارث المرية ورفيقاتها .
بينا أنا منذ أعوام جالس إذ أتاني خالد الخريت فقال لي يا أبا الخطاب مرت بي أربع نسوة قبيل العشاء يردن موضع كذا وكذا لم أر مثلهن في بدو ولا